تابعنا عبر الفيسبوك

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

رواية 14 يوما في كابوس مثير (الجزء الثاني )


هذه الصفحة خاصة بالجزء الثاني من الرواية
قررت أقسمها لصفحتين عشان تكون أسهل للقراءة
ألي ما قرأ الجزء الأول فهو موجود في المدونة
على الرابط
(رواية 14 يوم في كابوس مثير)
قراءة ممتعة ؛)


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
اليوم السابع
أصحو ليلا الساعة في يدي تشير إلى الرابعة فجرا الجو قارص البرودة ,لكن ما يزال قلبي مطمئننا فما لا يعرفه الناس لا يضرهم ,ووالداي بعيدون عني وبعيدون عن وطني ,تفصلنا الآلاف من الأميال ,ومع ذالك لا أشعر بالغربة البتة ,لم أنم هكذا منذ أيام..أخذ حمامي الدافئ سريعا ..أخرج بمنشفتي البيضاء تقرصني برودة نسمات الصباح ..أمشى بضع خطوات إلى نافذتي الكبيرة وأقفلها ..يلفت نظري مايك يجلس بجوار دراجة بخارية سوداء,ينظفها أو يصلحها ..

 

أقفل ستارتي و أرتدي ملابسي ..بنطال أحمر اللون مع قميص أبيض به ربطة ستان سوداء تحت الصدر ,جوارب سميكة سوداء اللون مع حذاء رياضي أسود,,سحبت معطفي القصير الأبيض و ارتديته  لففت رقبتي بوشاحي الرمادي الجديد ...فتحت الستارة لأرى تلك الفتاة الشقراء تلبس معطف طويل إلى نصف ساقها تقفله بإحكام تدس يداها في جيوب معطفها..تتحدث مع مايك و مايك يواصل عمله على الدراجة ..بعض المنافسة ... إذا لن أكون منافسة سهلة..أخرجت عدة التزيين من حقيبة السفر القليل من خافي العيوب لا أحتاج الكثير فبشرتي مثالية..وضعت الملمع الوردي على شفاهي و رسمت عيناي برسمه حديثة تناسب فترة الصباح  .. أربط شعري بطريقة ذيل الحصان ..
أقفل إضاءتي.. و أغادر غرفتي بصمت .. بعد دقيقة من التسلل كي لا أوقظ جدا مايك ..أخرج من المنزل ..
أسمع جدالا بين مايك و تلك الفتاة ... أعود أدراجي أم أكمل طريقي ..قررت أن أكمل ..هاهو هناك تقف أمامه تلك الشقراء ...ألفت انتباههما بكحة مفتعلة ..يلتفتا إلي ..لحظة من الصمت المحرج ..تبتسم الشقراء وتمد يدها تصافحني
 وتقول بإنجليزية ركيكة :أنا أنيت .
أعرفها على نفسي بعد أن أصافحها ...
:أنا كادي . أقولها بابتسامة نصر واثقة ..
يجلس مايك على دراجته البخارية و يناديني
 : هيا لنذهب من هنا .
أتردد  قليلا لم أجلس في دراجة نارية كهذا من قبل ... تتقدم أنيت الشقراء وتقول لمايك
:إن لم تذهب معك , أنا سأذهب .
تلك العاهـ...القبيحة ..من تحسب نفسها ..
أقول بابتسامة فتاة غيورة
: يسعدني ذالك يا عزيزي.
 أجلس خلفه ,يناولني الخوذة الإضافية ..ألبسها بصعوبة , لا ألصق به أحدد مسافة شبر لتفصلنا , ويداي على الدراجة النارية  و في ثوان ,ننطلق إلى الخارج التصقت به خوفا من السقوط  , أحيط به بكلتا ذراعي ,ينطلق و كأنه في سباق ما أو هكذا يتراءى لي ,أشد على بطنه بذراعي كلما انعطفنا يمينا أو يسارا , ننطلق بين المنازل الريفية المتباعدة , نبتعد أكثر و أكثر اختفت المنازل وبدأت الشمس بالشروق ,أين يأخذني ,سؤال يتردد في داخلي يخيفني هذا الغموض ,تكثر الأشجار حولنا رويدا رويدا ,لتشكل غابة ذات ضلال واسعة , يبطئ مايك  سرعة الدراجة لأسمع صوت خرير المياه , و أخيرا نقف هناك ,يفصلنا عن النهر عدة أمتار , ينزل هو ويمد يده ألي يعاونني على النزول ويساعدني على خلع الخوذة ,يفك حبال مربوطة على سلة مصنوعة من أعواد الخشب ,يضعها في حقيبته الجانبية ,يلتفت ألي ويقول
:من هنا علينا أن نكمل سيرا .
:أين سنذهب .
:إلى الشلال .
: رائع.
مشينا في صعود مستمر نمشي بمحاذاة النهر ,الطريق يصبح أكثر وعورة ,صوت الشلال يتعالى مع تقدمنا ,وأخيرا وصلنا  ارتسمت على وجهينا ابتسامة واسعة من جمال ما رأينا ,بحيرة كبيرة يصب بها شلال متوسط الحجم, المنطقة محاطة بشجيرات ذات ثمار حمراء , معاطفنا تحمينا من برودة الجو,فقط أشعر بها تلامس وجهي يقاطع متعتي صوته ..
: والآن علينا جمع التوت , فأنا أفضل من يصنع البان كيك بالتوت .
أخرج علبتين بلاستيكية  وناولني إحداها ..
نجمع التوت الأحمر في العلب الصغيرة ,نسترق النظرات العاشقة لبعضنا, أنزعج من مشاعري كل وقت أمضيه معه أفقد السيطرة عليها,أقف لأبتعد عنه ليصفى تفكيري , أسمعه يقول
: لا تبتعدي كثيرا فالغابة كبيرة والأشجار متشابهة .
هه و كأنني سأضيع هنا ,
أنسجم في جمع التوت أأكل نصف ما أجمع ,كل ما ابتعدت كل ما زادت كمية التوت على الأغصان ,
و أخيرا انتهيت من ملئ علبتي أغطيها بحذر ,وأعود أدراجي ,مهلا الطريق من هنا أم من هناك ,أقلق بعض الشيء أخ هذا محرج ,أحاول أن أتتبع آثاري ما زلت لا أتعرف على الطريق ,هل أناديه ,,لا لن أحرج نفسي , أواصل المشي لا أعرف أنا أبتعد أم أقترب ,حتى صوت جريان النهر لا أسمعه ,تتعالى أصوات الحيوانات أو هكذا يخيل ألي ,من أظن نفسي (المستكشفة دورا) مثلا ,
فليذهب الكبرياء إلى الجحيم سأنادي مايك .
: مايك ..مايك .
لكن لا يجيب ,يا للهول هل أنا بعيدة لهذه الدرجة ,
يكبر خوفي ويتحول إلى رعب ,,أصرخ بأعلى صوتي
: مايك ,مايك .
تفر دمعة صغيرة من عيني ,,
أدور حول نفسي من هنا الطريق لا من هناك ,أفقد أعصابي  شيئا فشيء ,
دقيقة علي أن أهدأ آخذ نفسا عميقا و أفكر بهدوء  ..لن أجده و أنا بهذه الحالة ,أتذكر جهازي الجوال
أخرجه هناك برنامج أسمه محدد المواقع الجي بي إس ,أحدد مكاني ثوان ويظهر على الخريطة ,
: يا إلهي .
لا شك أن مايك لم يسمعني لقد ابتعدت كثيرا من النهر ,أعود أدراجي بسرعة أسمع مايك من بعيد ينادي باسمي ,أنادي باسمه أنا الأخرى ,
:مايك أنا هنا .
يقترب صوته أكثر و أكثر , لن أرتاح حتى أراه أمامي , و يظهر من بين الأشجار قلقا , منهك و أنا مثله ,
لم أصدق بأني وجدته حتى غصت في أحضانه , وضمني هو بيديه قال بقلق
 :الشكر لله , أين ذهبت  , قلقت عليك كثيرا .
سحبت نفسي بعيدا وقلت وصوتي يملؤه الإحراج
:أنها غلطتي نسيت نفسي و أنا أجمع التوت .
أعطيته علبتي الممتلئة بالتوت ,
:هذا التوت .
لم يمنع نفسه من الضحك , هذا ما ينقصني إلا يكفي إحساسي بالذنب و الإحراج ,تركته ومشيت , أمسك يدي قائلا بصوت ضاحك
: الطريق ليس من هنا .
رجعنا أدراجنا إلى الدراجة البخارية , قال لي وهو ما يزال مبتسما
: سأذهب لأحضر علبتي ,لا تتحركي من هنا , أم آخذك معي .
:لا أذهب أنا تعبت و أطمئن لن أغادر خطوة واحدة هذه المرة .
أه سيذكرني بهذه الحادثة طوال العمر , لا أنا سأتذكر هذه الحادثة طوال العمر هو فقط رفيقي لعدة أيام , أجبرتنا الظروف على الرفقة و ستفرقنا بعد أيام ..
أحزن للتفكير في هذا المستقبل ..
أذا لن أفكر أبدا سأعيش اللحظة يوم بيوم وساعة بساعة ,
ها هو يعود ألي لنرجع إلى المنزل في وقت الظهيرة ,
ندخل إلى المطبخ يلبس مايك المريلة , يخرج المقادير الحليب ,البيض ,السكر ,الزيت
يبحث في الخزائن لكن يبدو أنه لا يجد ما يريده ,
: ينقصنا الطحين , سأذهب إلى المتجر أتأتين معي .
: لا أنا متعبة ,سأنتظرك هنا .
يخلع مريلة الطبخ ويأخذ مفتاح دراجته  ويخرج سريعا أسمع صوت الدراجة النارية تغادر ...
تمر عشر دقائق وتدخل الجدة مع زوجها ,يبتسما لي بود ويحيياني بلغتهما , أرد التحية لهما .
تسألني الجدة :أين مايك .
:ذهب إلى المتجر ,ليحضر الطحين .
: أنه أفضل من يعمل البان كيك .
تسأني الجدة : هل رأيت نفسك في التلفاز لقد صورت الحلقة .
تحمست لم أرى نفسي في التلفاز أبدا ..
:رائع أحب ذالك.
 تضع الجدة الشريط في الجهاز ويعمل , الشريط مدبلج  باللغة الإنجليزية ,
هاأنا أقف بفستاني الصيفي معه نبدو وسيمين معا ,
تسأل المذيعة مايك
 :ما زلت كل سنة تهرب من سفينة والدك ؟هل هناك شيء مميز هذه السنة ؟
يجيب مايك
: نعم فصديقتي الرائعة هذه المرة هي من ضغطت زر الهروب .
ماذا يقول مايك , هل يكذب ..لا لا هذا غير صحيح ,
يسأل المذيع مايك
: هل نستطيع القول بأنكم وقعتم في الحب ؟
يجيب مايك وهو يضمني , أتذكر عندما ضني هكذا ,
: نعم نحن واقون فيه حتى النخاع .
تسأله مذيعة أخرى : لقد صرح والدك بأنه في انتظارك يوما كاملا في البحر ماذا ستقول له .
 يبتسم بكل غرور ويقول
:  أنا و صديقتي مللنا من السفينة سنأخذ الرحلة عبر أوربا الساحرة بدلا عنها .
وهنا أنا أهمس إليه ومن ثم يعتذر للصحافة ونغادر ..
لا أصدق ما رأيت أنه ليس مايك الذي أعرفه أنه رجل أخر , كاذب , غبي , مجنون ,
لقد اختطفني وكذب علي ,مثل علي كل هذا الوقت ,لن أبقى هنا دقيقة واحدة ,آه بطني وصدري ,,الضيق يقطع أحشائي ,أشعر بالــغثيان أشعر بالألم  ...أعدو  بصعوبة إلى غرفتي ,
أخرج حقيبتي الصغيرة أضع بها أوراقي الرسمية ,وأجهزة الهاتف ,ماذا عن الملابس ,فالتذهيب إلى الجحيم ,أخرج من المنزل وسط نداء الجدة  لم أستطع أخفاء دموعي ها هي تنزل باستمرار ,لم أبكي هكذا أبدا , لم أكن أعلم أن رأسي يحمل كل هذه الدموع .
تتلبد السماء بالغيوم ,تنزل قطرات صغيرة من المطر .
ها هو بدراجته النارية ,أمضي بعيدا يا مايك لا تتوقف , اللعنة يراني و يعدل اتجاه الدراجة ليمشي معي يناديني
:كادي ماذا بك .
لا أحدثه أواصل طريقي سأمشي إلى محطة الباصات ,يركن دراجته و يخلع خوذته و يجاريني في المشي ,
: ماذا حدث .
 : كادي تحدثي ألي .
أمسك كتفي و ادارني إليه ينظر إلى وجهي و أثار الغدر ترتسم علي .
: أيها الكاذب , أنت مجنون يا مايك . فقط أبتعد وسأنسى كل شيء .
أتركه ويزداد المطر انهمارا بارد بارد هو المطر .
يمشي خلفي و يترجاني ,
: أنا أعتذر سأشرح لكي الأمر دعينا نعود الآن .
أجيبه و أنا أكمل طريقي
:لا أريد منك أي شيء ,سأعود إلى المنزل ,منزلي يا مايك حيث أشعر بالأمان .
يزداد المطر برودة و انهمارا ,جسدي يرفض هذا الوضع فيعلن عن ذالك بارتجافه الشديد .
يدخل البرد إلى عظامي وأنا ما أزال صامدة ...
يصيح مايك من قوة المطر
: سنموت هكذا أعطيني فرصة لنعود إلى المنزل .
جسده يرجف أكثر مني فهو لم يلبس معطفه الدافئ .
أجبته:  حسنا لكن ليس في منزلك , وأشرت إلى مقهى قريب وقلت له
:هناك .
أومأ لي إيجابا و وجرينا إلى هناك ,كنت أسبقه و أنا أقطع الشارع الذي يفصل بيننا والمقهى ...
وفاجئني جسم هائل بي  ...
إنها سيارة ...
أسقط أرضا ..لا أتحكم في جسدي ..أصحو و أغيب عن الوعي ..(يا ألهي كادي ) هذا أخر ما أسمعه لأغيب عن الوعي بلا عودة ...
طوط...طوط...طوط
صوت مزعج متصل ..الصداع يصيبني بشدة حين فتحت عيناي و أنا أمسك رأسي بقوة أتأوه بصوتي المرتفع ...
أجد نفسي في غرفة مستشفى فاخرة هل أنا في مستشفى عرفان أم السعودي الألماني ,,
بصوت واهن
: أين أنا .
على بعد مترين شاب نائم على كنبة وثيرة ,ماذا يفعل هنا هل يتهرب من ساعات عمله ..هه الوقاحة في كل مكان ...فقط لو يعلم والدي ...وماذا حدث لي ..
لما أنا هنا ...
أضغط على زر النداء ..
ليقتحمن الغرفة مجموعة من الممرضات و علامات الفرح على محياهن ..الغريب أنهن لسن من الجنسية الفلبينية (هذا غريب) لماذا يتحدثون معي بالفرنسية ...الخوف يتسرب إلى أعماقي  ..
يستيقظ الشاب النائم يقف لثوان يبدو رث المظهر منهك الوجه يقطع المترين  ويتجاوز مجموعة الممرضات , ويحتضنني يكاد يكسر عظامي
:كادي أقلقتني عليك كثيرا .
دفعته بكل قوتي , وقلت له: أبتعد عني .
صرخت في الممرضات : أين أنا أين أنا.
نزعت إبرة المغذي المؤلمة من يدي ,أصابني الجنون
دخل الطبيب وصرخ في الجميع
:الجميع إلى الخارج .
أفزعني صراخه فهدئت خشية أن يصرخ بي أنا الأخرى , خرج الجميع بما فيهم الشاب المنهك ,أحضر الطبيب كرسي و وضعه بجانب  سريري وجلس
: هل تتحدثين الانجليزية أم نحظر لك مترجم عربي .
أجبته
: نعم أنا أتحدث الانجليزية
أبتسم وأكمل
:رائع ,لن نحتاج سمير السكرتير فهو رجل عجوز .
رغم أني ارتعبت من صوته لكنه الآن يبدو مهدئا جدا .
قال : هل تعلمين أين أنت .
أجبته بتردد : فرنسا .
قال هو مؤكدا : نعم فرنسا ,ألا تتذكرين كيف وصلت على هنا .
: لا , لما والدي ليسا هنا .
قال هو بصوته الرزين : ما هي أخر ذكرى لك .
اعتصرت ذاكرتي على الرغم من صداعي المؤلم نعم تذكرت
: غدا لدي اختبار في مادة التاريخ أنه أخر يوم في الدراسة , اليوم صديقتي أعطتني ورقة دعائية عن سفينة سياحية طلبتها منها منذ شهور .
ها أنا أجمع الأحداث معا ,اللعنة هل فقدت الذاكرة في رحلتي يالا سوء الحظ ..
: كم بقيت هنا .
أجاب الطبيب بعد أن أخذ نفس عميقا
:ثلاثة أيام لقد أصبت في حادث سيارة , و أحدث لك ارتجاج في المخ توقعنا أنه  بمجرد زوال الارتجاج ستفيقين من الغيبوبة .
يا ألهي الحمد الله ماذا لو مت هنا , لا مجال للتفكير سيقتلني أبي لو عرف علي العودة الآن .
: أريد الخروج من هنا , أريد العودة إلى السعودية .
يجبيني الطبيب وهو يستعد للخروج
: لا يمكنك الخروج الليلة لكن غدا أنت حرة .
يخرج الطبيب من غرفتي ليدخل الشاب الرث و يتحدث مع الطبيب بالفرنسية تنتهي المحادثة سريعا ويدخل الشاب , يجلس في الكرسي و يقول بتوتر
: هل أنت بخير .
: نعم شكرا لسؤالك , هل أعرفك .
وضع جهازين أيفون و جالكسي تعرفت على الجالكسي فهو هاتفي ...
قال :تقابلنا على السفينة وسقطنا منها ...
وحكي لي كامل القصة ومع كل حدث يريني الصور التي تجمعنا لتثبت حكايته ...
هل حقا تجرأت وفعلت كل هذا ..وماذا إن علم فارس بالأمر حتما سيطلقني ...
: شكرا يا مايك تبدو شابا  طيب ,لا أعلم كيف سمحت لنفسي السفر وحفل زفافي  بعد أسبوع من تاريخ اليوم, علي العودة إلى وطني حالا .
هل أتيت إلى هنا للتسوق ؟كيف سمح لي فارس بالسفر وحدي ؟ وأين خاتم خطوبتي .
يسألني الشاب الرث ...
 :لم تخبريني شيئا عن زواجك ,تحدثتي كثيرا معي تحدثت عن إخوتك عن والديك عن مغامرتك المجنونة .
يرتفع صوته أكثر ويكمل : لا أعتقد بأنك مخطوبة أنظري إلى يدك أنها خالية من أثار الخواتم
ومنذ أن صعدت على السفينة لم أرك يوما تلبسين خاتم واحد ...
أتأمل أصابع يدي معه حق لا يوجد أثر ...
أهمس لنفسي
:ماذا حدث لي ..لما سافرت هكذا لوحدي ماذا حصل لي في هذا الشهر ..
علي أن أتصل على والداي علي أن أعرف السبب ..
أتناول  هاتفي و أدق الأرقام ..
يسحب هاتفي مايك بحركة مفاجئة و يغلقه ..
أصرخ به معترضة :ماذا تفعل !!
:لا يمكنك الاتصال بهم أنت قلت بنفسك لو علم أهلك برحلتك سيغضبون منك .
: مايك علي أن اعرف هل أنا مطلقة  أم أرملة ...
أعاد ألي هاتفي و خرج من غرفتي ...
هو يفكر بمنطق لا أعلم ماذا سيحدث إن كشفت أمري بلا حذر ..وجدتها سأتصل بفادي ..
وعبر التقنية لا أحتاج للمال للاتصال فقط شبكة العنكبوتية  
لحظات ويظهر فادي على شاشة الهاتف ..
مبتسم سعيد ولعله مشغول بمقلب ما ..
: مرحبا عمتي أين كنت بالأمس بحثت عنك في الفيلا ولم أجدك .
:فادي اذهب لغرفتك هذه محادثة سرية .
:إلى يمكنك الاتصال غدا فأنا أجهز لعصام مقلب سيئ ..لا تقلقي سأصوره و سأنشره على اليوتيوب .
يا ألهي لقد صنعت وحشا
: مقالب نعم نشر في الشبكة لا هكذا علمتك ثم أنني أريدك في موضوع جدي بسرعة إلى غرفتك .
ارتحت عندما رأيت ورق جدران غرفته وقال هو
:أنا وحدي يا عمتي .
أولا علي أن أهدده
: أستمع لي يا فادي ما سأقوله الآن لن تسجله أو تسمح لأحد أن يستمع لي .
فادي بملل
: حاضر عمتي .
أشعر بالحرارة في جسدي و زاد علي صداعي لكن لا بد لي أن أعرف ماذا حدث .
:ماذا حدث لفارس ..
فادي و كأنني ألقيت على رأسه قنبلة ..
:ماذا فارس ..أنت لم تتحدثي عن عم فارس منذ شهور .
: لماذا ؟؟
: لأنه مات ...
ماذا ..لا يمكن كيف لي أن أنسى أنه ميت ..
:فارس مااات .
يعلو صوتي وتنهمر دموعي ..لا أصدق بالأمس كان يحدثني يردد كلمات العشق في أذني , واليوم هو ليس معي في هذه الدنيا ,قبل شهور ألبسني أغلى المجوهرات واليوم هو لا يملك من الدنيا  هللة يزاداد بكائي و معه اختناق يعتصر حنجرتي ...أجلس بقلق بجانب غرفتها ..تتحدث مع لا أعلم من هو .. هل ستفلت من يدي ...لا أستحمل فكرة أنها قد تحب رجل أخر ..أريدها لنفسي ..فقط لي . أترقب ما سيحدث أتوقع الأسوأ حتى لا أصدم بالواقع
أعيد نظري إلى غرفتها  أنتبه إليها لا تبدو بخير أسرع الخطى إليها أسألها : كادي ماذا حدث ؟
تبكي بشدة تنظر إلي وحزن الدنيا بداخل عينيها
: أنه ميت .
ويزداد بكائها أشعر بآلامها الثقيلة ..لكنني لن أنكر تلك الراحة الصغيرة التي شعرت بها ..هل يجعلني هذا رجلا سيء أم رجلا عاشقا ...
أحاول تهدئتها لكنني أعرف أنها لن تتقبلني الآن ,أمسك يدها المرتجفة الباردة و أشد عليها ..أعزيها بكلماتنا المعهودة :أنا أسف .
تسحب يدها وتنكمش على نفسها ...علي أن أخبر جدتي كيف نسيت أمرها ...أتصل بسرعة و أخبرها بالقصة جدتي ستعرف كيف تتصرف ...
مرت ساعة و أنا بجانبها لا نتحدث لا نتحرك هي تبكي و أنا على ما أنا عليه صنم بشري ...
الجزء الأخير
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أخفي رأسي بين قدماي و أحيط يداي بهما أشعر بيد تربت على كتفي أرفع رأسي لأجد سيدة جميلة مألوفة لي تقول بلكنة فرنسية حانية :أسفة لخسارتك .
لا أعرف ماذا أقول .. تكمل هي
:أخبرني مايك كل شيء أنا جدته ...
أقول بألم : أشعر بالأم في جسدي كله ,,أشعر بالاختناق..
عانقتني  وأرجعت لي شعري إلى الوراء و قالت
:فقدان شخص عزيز مؤلم جدا لكنه ألم يختفي مع مرور الأيام .
أتنمى أن تكون هذه الحقيقة وإلا لن أقوى على العيش ...
:علي العودة إلى السعودية , أحتاج أن أكون هناك .
: حسنا يا حبيبتي مايك سيهتم بالتفاصيل .
: شكرا لك .أقولها بصوتي المخنوق ...
هاهي دموعي قد جفت  ولكن ألامي كما هي ...سيئة و خانقة
أسمع صوتها الهادئ تلقي على مايك توجيهاتها تأمره بحزم حقائبي وترتيب رحلتي إلى موطني .
تمر الساعات بطيئة وكأن عقارب الساعة تأبى التزحزح جدة مايك تقنعني بشرب ملعقة أخرى من الحساء و أنا أطيعها , فهي تمتاز بشخصية مقنعة لا يمكن لأحد أن يرفض لها طلبا .
الأفكار تدور فوق رأسي ماذا فعلت في هذه الإجازة تجرأت و سألت الجدة
: هل أخبرك مايك شيئا بشأننا ؟
شخص نظر الجدة و وضعت صحن الحساء على الطاولة وقالت
: مايك لا يتكلم كثيرا , لكنه قال في فجر ذالك اليوم  الذي تعرضت به للحادث عن تعلقه بك و خوفه من فقدانك أظن بأنه يحبك عزيزتي .
تبا فقد عاد الصداع إلى رأسي أمسك رأسي بكلتا يدي لقطات من ذكرياتي تمر أمامي ( أنا في غابة بين أحظان مايك ...)
وها أنا أفقد الوعي من جديد ...
أفتح عيناي في الصباح الباكر يجلس الطبيب على طرف سريري يكشف على عيني بالمصباح الصغير أكشر في وجهه منزعجة من مصباحه  ...
يقف ويقول مداعبا :أنت جاهزة ..هيا أخرجي من هنا .
يقهقه وحده ويخرج من هنا ..
تضع الجدة قطع الثياب  فوق السرير و الحذاء الرياضي  على الأرضية الخشبية .   
تبتسم لي بيدها  ترفع ذقني إليها ..
: سأنتظرك خارج الغرفة ...
وتخرج ..
لدقائق لا أتحرك من مكاني أفكاري تتعبني ...
كثيرة هي أفكاري ...
أهز رأسي يمنة ويسرة علي أن  أنفضها و أقوم من مكاني لأرتدي ثيابي , وأغادر المكان ...
قميص من قماش الدانتيل أصفر اللون  و برمودا باللون البرتقالي ..
حذائي الرياضي أبيض اللون ..
أربط شعري على عجل , شعرت بالحرج بالخروج هكذا  بدون حجابي   أخرج و أسأل الجدة اللطيفة عن الحجاب أرغب بشرائه ,
أخبرتني عن متجر لامرأة عربية الأصل .
ندخل سيارة الجدة و أجلس في الخلف و يجلس مايك بجانب الجدة ,
الصمت يخيم على ثلاثتنا , ذكرياتي الغائبة تعود شيئا فشيء, مشاعري التي فقدتها له بدأت بالظهور ,
نقف بجانب سوق صغير ننزل أنا و الجدة لنشتري الحجاب عباءة طويلة و شال أسود لأغطي  به شعري
قبل دخولي السيارة تعتذر الجدة لي بأنها لن تكمل معنا المشوار إلى المطار أضمها أنا و أشكرها على وقوفها معي في ضل ظروفي الصعبة ...
نغادر المتجر الصغير
مايك يقود في الأمام
و أنا أجلس في الخلف
جو مشحون بالتوتر بيننا أشعر به يود الكلام ,
و أنا أتمنى أن يفصح لي بما في قلبه عله يهدأ

أخيرا نصل إلى المطار يحمل حقائبي و يناولني حقيبتي الصغيرة
: هذه تحمل أوراقك الرسمية و هواتفك النقالة .
أأخذها منه بصمت .
يحين موعد رحلتي
ينادي المنادي برقم الرحلة و أسمها ..
مايك يتردد بترك بقية حقائبي ثم ينظر لي بنظرة صارمة
ويقول
: عليك أن تستمعي ألي قبل أن ترحلي ...
أنا أحبك يا كادي , كل دقيقة أمضيتها معك أحببتها استمتعت بها , علمت أن  سعادتي معك  ,أريد الزواج بك يا كادي .
أجبته وقد صدمت بكمية المعلومات التي طرحها على مسامعي ...
: لكنني مسلمة ..و أنت مسيحي .
ترك الحقائب و أمسك يدي : سأسلم غدا سأذهب إلى اقرب مسجد ...أعدك  سأسلم .
عندما أمسك يدي تذكرت كل مشاعري تذكرت حبي له تذكرت أخطائي التي ارتكبتها ...أردت الكلام لكنه بدا لي مستحيلا جدا أن أنطق بحرف .
قاطع أفكاري الكثيرة
: أنه النداء الأخير وضعت لك طرق التواصل في حقيبتك الكبيرة إذا أنت موافقة على زواجي منك أتصلي بي , لكن الآن أذهبي فوطنك ينتظرك .
دخلت الطائرة مع حقيبتي الصغيرة جلست في مقعدي المريح فقد حجز لي مايك بدرجة رجال الأعمال
أخرج جهازي الأيفون و أتذكر اللحظة التي أهدانيه ذالك اليوم عندما جلسنا بدخل سيارته اللامبرغيني
ابتسامة صغيرة تشق طريقها إلى شفتاي .
تمر ساعتين و أنا أسترجع ذكرياتي مع الصور التي التقطناها بداخل السفينة أو في أوروبا الساحرة .
عيناي لا تقوى على المواصلة فأعيد مقعدي إلى الوراء و أغفو بهدوء  ...
أصحو على يد المضيفة التي أبتسمت لي و قالت بصوت خافت
:عزيزتي وصلنا إلى جدة .
أشكرها و أقوم أرتب مظهري و ألملم أغراضي ,
و أغادر مع بقية المسافرين .

فور خروجي من المطار أحس بدفء الشمس التي لطالما كرهت حرارتها لكني اليوم أستمتع بها ,سرعان ما تقف لي سيارة أجرة  و يحمل لي السائق حقائبي إلى الداخل و نعود إلى منزلي,  و كأنني قدغادرته لعشر سنين أتصل على خادمتنا إيإيس
ذات الاسم الغريب
:ألو إيايس هل يوجد أحد في المنزل .
تجيبني بلا فأأمرها بأن تخرج لتساعدني على حقائبي
و أدفع للسائق مستحقاته .
و أخيرا غرفتي حيث ولدت الفكرة وبدأت المغامرة المجنونة .
الغرفة السوداء التي احتضنت سعادتي و أحزاني سابقا و أشواقي حاليا ...
أغوص تحت ملاءاتي الوثيرة  و أنسى العالم  أركز تفكيري بتلك الرحلة التي فقدت ذكرياتها علي أسترجعها ....
بعد مرور ثلاثة أشهر ..
أرفع الهاتف أحاول الاتصال به أتجهز للنقر على الزر الذي سيسمح لي بالتحدث له ...اشتياقي له يدفعني و خوفي من مستقبلي يمنعني ... و ككل ليلة منذ شهران أعيد الهاتف إلى مخبئه الآمن  .
أتذكر الرحلة بأكملها منذ البداية والسبب الذي جعلني بتلك الجرأة الغريبة ...موت فارس هز كياني عانيت منه بصمت  لعلي حتى جننت ,,, وضغط والداي علي لأنساه ذالك الزن الرهيب و أنا ما زلت في العدة لأنسى رجلا أحببته من أعماق أعماق قلبي ,,
و والدتي التي تدخل علي في غرفتي و تطلب مني الخروج و الاستمتاع بوقتي كبقية الفتيات
 :أه يا أمي أنا لست كبقية الفتيات أنا الآن أرملة أريد الوقت الكافي لأخرج من أحزاني بنفسي.
أتذكر عندما قلت هذه الجملة بكت والدتي و خرجت من غرفتي إلى والدي الذي سرعان ما جاء بدوره ليحاضرني عن الحياة و الموت و ضرورة المضي إلى الأمام ...
عندها علمت بأنني لن أخرج من أحزاني في هذا المنزل الذي يضغط على أفكاري ...
فعجلت رحلتي التي من المفترض أن أقضيها مع فارس بين أرياف أوروبا ...
عندما عدت منذ ثلاثة أشهر ...
نسيت فارس ليأخذ مكانه مايك ,
و أمي عادت إلى هنا من الصين لترى وجهي و قد اختفت من محياه أثار الحزن و اعتذرت لي لأنها حاولت استعجالي  على نسيان فارس ,,في الحقيقة أظن أنها استشارت طبيب نفسي ولعله نصحها بمنحي الوقت لأنسى زوجي السابق .
تدخل أمي غرفتي لتجدني غارقة بين أفكاري .
: حبيبتي كادي والدك يطلبك في غرفته .
وتطبع قبلة صغيرة على جبيني وتغادر .
أسرح شعري و أربطه بربطة سوداء أرتدي بجامة تفاحية اللون , و أدخل على والدي في غرفته بعد أن طرقت الباب ثلاثا ,أقبل يده ورأسه و أجلس على طرف سريره ...
يقول بعد طبق نظارته و وضع كتابه بجانبه
: كادي هل تعرفين ابن جيراننا سالم رجل بسمعة طيبة  هو مهندس بمكانة مرموقة في شركته كما سمعت .
أحمرت وجنتاي فقد علمت أن والدي سيفتح معي موضوع الزواج .
:نعم يا أبي .
أكمل والدي بعد أن أخذ نفس طويل و أخذ من احمرار وجهي علامة طيبة .
: يوم الأمس زارنا هو و والده ليتقدم بخطبتك .
كنت سأفتح فمي لأجيب له لكنه قاطعني
: لا لا انتظري لأسبوع ثم سأسألك وعندها أجيبيني .

رحلت من هناك و انا أفكر بمايك دخلت غرفتي و أخرجت هاتفي و أخيرا نقرت على زر الإتصال
لحظات مرت و أنا أتساأل
ماذا لو نسيني
ماذا لو تابع حياته
ماذا لو تزوج تلك الشقراء
:ألو
وسمعت صوته ,صوته الذي أحببته ,الذي ضللت أستمع له ل 14 عشر يوما أو أكثر ,
أجبته وكلي حياء
: مايك
: كادي لا أصدق لقد انتظرت لهذا الاتصال طويلا , هل أنت بخير .
: نعم أنا بخير.
: يا ألهي اشتقت لك  , لن تصدقي عدد المرات التي حلمت بأنك اتصلت علي .
تكلمنا لساعات وساعات تحدث عن إسلامه و كيف أحب المسجد والراحة التي يشعر بها في الصلاة
أخبرني بأنه دعا كثيرا ليوفق الله بيننا
 وجدت الفرصة مناسبة لأسأله عن عرض الزواج هل ما زال مستمرا
فرح هو بسؤالي
: أيعني هذا بأنك موافقة .
خجلت كثيرا , رأيت وجهي في المرأة وقد أحمر كتلك المرة عندما كنت أقود سيارته في طرق أوروبا  ...
: نعم  .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الآن علي أن أفكر في خطة , خطة ليتقدم لي مايك ويقبل به والدي كزوج مناسب بالرغم من اختلاف أوطاننا , ربما لو جعلت من مايك الرجل الوحيد الذي من الممكن أن أوافق عليه دون أن يعلم أني أعلم بتقدمه لي,
 يا لها من معضلة ,
لا ضرر من المحاولة ,
بعد أسبوع
نجلس على طاولة الطعام والداي يتناجيان ونظراتهم علي و أخوتي كلا مشغول بما يملأ طبقه ,
يشرب والدي كأس الماء الذي أمامه و يسألني مباشرة
:كادي فتاتي الجميلة .
أبتسمت و قلت بدوري
: نعم أبي .
:هل فكرت في أمر الزواج .
أجبته وقد غيرت وجهي بطابع من الحزن المزيف
: نعم يا أبي
قلق والدي عند تغير وجهي و ساد الصمت على الطاولة الخشبية .
أنا أتقطع من الداخل فها أنا أتلاعب بمشاعرهم كما تلاعبت بتوقيع والدي وغادرت البلاد دون إذنه
دون أن أشعر أصبحت جدا حزينة ومحطمة كما أردت بالضبط ...
تهزني أختي بلطف لأعود على أرض الواقع قلت بدون أن أدري
: ماذا ...
يعيد والدي جملته التي لم أسمعها
: و ما رأيك ...
قلت :لا لن أتزوج أبدا.
و أخرج من هناك أبكي كطفلة صغيرة إلى غرفتي الكئيبة كرهت لونها كرهتها بأكملها , أنا لست الابنة البارة التي يظنني الجميع , كل أفعالي خداع في خداع كل مقالبي و كل كذباتي ...ما هي إلا لتحقيق رغباتي ,تدخل والدتي غرفتي لتجدني مبتلة بدموعي
تضمني و هي تصارع دموعها و تسألني
: ما بك يا صغيرتي .
أتشبث بها و أجيبها
: لا أستطيع البقاء هنا يا أمي كل شيء يذكرني بفارس لا أريد الزواج هنا أشعر بالاختناق  .
بكت والدتي : لا تقولي هذا الكلام ...يوما ما سأزفك بنفسي و سأرعى أطفالك فور ولادتهم , لست ملزمة بأي رجل , فور استعدادك سنفرح بك .
:شكرا أمي .
قلتها علي أخفف عنها حزنها قلقها الامتناهي علي ,
قريبا جدا يا أمي ستفرحين بي إن نجحت  فيما خططت له.
تغطيني بملاءتي وتقبل جبيني  وتخرج من غرفتي حزينة, أترقب دخولها غرفتهما مع والدي ..
و أسرع بخطى خفيفة إلى باب غرفتهما و أرهف السمع
والدتي : لا تريد البقاء هنا تقول أنها تختنق هنا , ماذا لو ضلت ترفض كل الشبان أنا قلقلة عليها يا خالد .
والدي : ندعي لها بالزوج الصالح والباقي على الله .
عدت إلى غرفتي أقفلت بابي و اتصلت على مايك .
: ألو مايك
: نعم يا كادي ما الخبر .
: حان دورك الأن .
: علم و سينفذ .
نقفل أجهزتنا و ندعو الله أن يكون معنا .

بعد مرور أسبوعان تجتمع عائلتي على طاولة الطعام
و أخيرا يتحدث والداي عن ذالك الشاب الأمريكي الذي صادق أخواي في أمريكا , والدتي تحن على هذا الشاب المسلم الذي سخره الله لمساعدة سالم ومهند في واجباتهم و على كتابة مقالاتهما وعن قصة إسلامه ,
أسبوع أخر وسيطلب الزواج مني ...
سيطلب أخي الأكبر(سالم ) في موضوع خاص و سيأخذه إلى مقهى فاخر و سيطلب منه أن يخطب أحد أخواته فهما شابان مستقيمان وكفى شرفا بهذا ...
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

و أخيرا مر الأسبوع الأخير من الخطة ...
والدي ينتظرني في غرفته طلب من الحضور ..
أدق الباب ثلاثا ...يتبع ذلك صوت أبي يعطي الإذن بالدخول ..
أفتح الباب و أخطو مسرعة لأجلس بجواره علامات الخجل تقرأ على كامل جسدي,  إنها اللحظات التي من الممكن أن تغير حياتي بأكملها , حرارة جسدي تعلو مع كل ثانية انتظار ,
كعادة أبي يضع كتابه بجانبه و يطبق نظارته .
: أحد أصدقائي التجار رجل ناجح و له إنجازات عظيمة , قابلته في أحد أسفاري ,
هل هو مايك , هل قابل أبي والد مايك لم أخطط لهذا لكن لابأس...ها أنا أتجهز لقول نعم موافقة ,يكمل أبي حديثه
: أسمه يوسف شاب ناجح هو تاجر كوالده ...
فاجأني الاسم لم أشعر بكلماتي التي خرجت بنرة حادة
ليختفي كل الخجل والبراءة ...
: ماذا !!
دخلت أمي الغرفة و أنا أكمل كلامي
: لا لست موافقة .
وقفت و أردت الرحيل لكن أمي أمسكت بي و أعادتني إلى مكاني و كأنها تنتظر من والدي أن يكمل حديثه
: حبيبي أكمل حديثك كما اتفقنا .
جلست أمي بجانبي وقالت
: هل تعرفين صديق أخويك في أميركا , هو شاب مسلم ويريد زوجة مسلمة ,  اتفقنا أنا ووالدك أنك إذا رفضت يوسف , سنمنحك الخيار الأخر .
أخيرا بصيص من الأمل لمستقبلي مع حبي.
والدي يبدو منزعجا لعله غير موافق
: لا أعلم أين ستسكن معه نحن حتى لم نقابله  حتى .
أمي : أنها سنة الحياة يا عزيزي , أم تريد الاحتفاظ بهم في منزلنا , ثم أننا كثيرو السفر ما الفرق إن كانت تعيش هنا أم في الخارج .
تبدو مناقشة عادية لكنها سرعان ما تحولت إلى مشادة عنيفة بين والدي انتهت بخروج والدي من المنزل  وبكاء أمي ,أه أيها الحب لما تفتعل كل تلك المشاكل .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
بعد مرور ستة أشهر ..
اليوم يوم زفافي ألبس فستاني الأبيض ذو النفخة الهائلة ... وزينتي تدل على أنني العروس هنا .
بعد ذالك اليوم الذي رفض به أبي مايك الرجل الذي أحببت تتالت بعده المشاكل الرهيبة بين أمي و أبي لدرجة أنني قررت نسيان مايك و الموافقة على يوسف ابن صديق أبي ,تظاهرت بالسعادة لأجل أمي و أبي ,قلت لمايك أننا انتهينا و انتهت قصتنا هو رفض وأكد لي أنه لن يستسلم أبدا , صدقت الجدة عندما قالت الرجال في عائلته تطغى عليهم الرومانسية  .
صدق والدي كذباتي كالعادة ,
و انتهت مشكلاتهما
في النهار أنا تلك العروس السعيدة و في المساء أخرج إلى شرفتي الواسعة و أبكي حالي حتى ينال مني النوم ,
و في ليلة مقمرة بعد منتصف الليل دخل والدي غرفتي بحث عني فوق سريري لم يجدني فدخل الشرفة و وجدني أبي أحيط جسدي بيدي  ورأسي بين قدمي  أرثي حالي بقطرات من الدمع المالح ,
جلس هو بجاني
: كادي حبيبتي ماذا بك .
رفعت رأسي ومسحت دموعي
:لا شيء .
: إذا لما البكاء , ألست سعيدة بخطبتك .
هذه المرة لن أكذب سأقول الحقيقة نعم الحقيقة فقط
: لا يا أبي أنا لست سعيدة بيوسف أنا وافقت فقط لأنهي مشاكلك أنت و أمي .
تجمد أبي في مكانه لم يتوقع هذا النوع من الحقيقة نعم أنا أحب أبي لكني كنت له دائما الفتاة اللطيفة الخجولة نعم لي مصائبي السرية لكن لم يتوقع مني أبدا تلك الصراحة .
: مشاكلنا , لا يا حبيبتي أنا خائف على مصلحتك .
: أنا أحبك يا أبي لكنني لا أطيق هذا الرجل , أنت تعلم أنا وافقت على رجل واحد فقط و لن أسامحك أن طلقت من يسوف بعد  عدة أشهر ,الأمر بيدك يا أبي
إما يوسف و إما مايكل .
خرج أبي ذالك اليوم من غرفتي صامت , دام صمته لعدة أيام بعدها أعلن عن  رفضه ليوسف و موافقته لرغبتي الحقيقية ...
لهذا أنا اليوم ألبس الفستان الأبيض , لأتزوج بحبي الذي ينتظرني في الخارج  لأغادر معه  , أمي غمرتها السعادة فبكت و أفسدت زينتها أه أمي المسكينة أنا آسفة لكل هذه القلق الذي سببته لك .
وأبي الذي أرى الخوف في عينيه و كأن جوهرته الثمينة تخلت عنه ,يا له من رجل عنيد ,لا شك أنني ورثت هذه الصفة عنه , كانت زفتي بسيط و جميلة لم ندعو  ألا أقرب المقربين و أهل مايك جدته بالتحديد كانت جدا سعيدة برؤية حفل زفاف بالطريقة السعودية .
تلبسني أمي العباءة الكبيرة و تلف الشال الأسود حول رأسي لأدخل السيارة التي يقودها أخي سالم ويجلس في الخلف مايك جلست بجانبه
اتفقنا أنا و مايك أن نقضي أول سنة من حياتنا في زيارة جميع الدول التي تشتهر بالسياحة سأكمل دراستي بعد هذه السنة ...
يمسك يدي زوجي و يهمس في أذني
: اشتقت لك  .
حاولت أن أرد له بالمثل لكني خجلت من أخي الذي قد يعلق على همساتنا فابتسمت له.
قال أخي سالم
: عليك أن تعطيها دروس في قيادة السيارة في الخارج النساء لا يقودون السيارة هنا .
أبتسم زوجي الوسيم و قال : يشرفني ذلك .
ثم همس بأذني : لهذا لم تتحمسي للتعلم في طرق أوروبا .



أتمنى أن الرواية نالت إعجابكم و أعتذر عن التأخير 
وممكن طلب صغيرون 
لو أن الرواية أعجبتكم أتمنى تكتبون تعليق صغير(تكفي كلمة واحدة )
حتى أعرف العدد الي أستمتع بالرواية
شكرا لكم وقريبا ألقاكم في روايتي الثانية 
((السارق الفتي )) 
اليوم وجدت صورة أدخلت السعادة في قلبي  وجدت هذه الصورة بجانب روايتي المثبتة في موقع الفراشة 
فشكرا لكم بحجم السماء


22 التعليقات:

  1. bravoooooo achwak had lpart 3ajabni ktiiiiiir w 2esloubik fi alkitaba raa2i3

    ردحذف
  2. الله يسعدك يا رب أسعدتي لي يومي بردك ..
    شكرا لك عزيزتي ..
    دمت بخير ..

    ردحذف
  3. رائعه جدا
    سلمت يدك ودام نبض قلمك
    هل انتهت الروايه ام لا؟

    ردحذف
  4. مرحبا فيك و أتشرف بقراءتك للرواية
    الرواية باقي فيها بارت أو إثنين وراح أنهيها قريبا بأذن الله
    دمتم بخير

    ردحذف
  5. السلام عليكم ،،
    حبيبتي قرأت روايتك جميلة جدا
    وحابة اسأل عن البارت آلتاني متى بتنزلينه ؟
    وشكرا

    ردحذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام غلاتي الرواية باقي فيها أخر بارت احتمال من فترة أسبوعين إلى شهر و ان شاء الله ما أطول أكثر من كذا أعتذر جدا إذا تأخرت لكني أخذ وقت لأني أريد أن أقدم نهاية مميزة ومتقنة تليق بقرائي الغاليين في حفظ الله :)

      حذف
  7. جميل للغاية :أوو: ~
    راقت لي ::جيد::
    حفظ الله لكِ قلمكِ المبدع :أوو: ~

    ردحذف
  8. شكرا لك
    ردك الجميل أسعدني كثيرا :)
    دمت بخير

    ردحذف
  9. وايد وايد متحمسة لروايتك اليديدة

    ردحذف
  10. يسلمو يالغلا كلامك يسعدني
    دمت بخير

    ردحذف
  11. جميله والله
    ربنا يبارك فيك

    ردحذف
    الردود
    1. ألف شكر لردك و لي الشرف بقراءتك لروايتي

      حذف
  12. كتير رائعه جد حسيت حالي معون بروايه حست حالي بعالم تاني اتا وعم أقراء شكرن كتير الك

    ردحذف
    الردود
    1. يعطيك العافية على ردك الي بيشرح الصدر , و انا مبسوطة إنك إستمتعت بيها و يا رب تعجبك روايتي الثانية السارق الفتي .

      حذف
  13. روايه صراحههههه اكثر من رووعه استمري

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يعطيكم العافية على الكلام الحلو :)

      حذف
  14. انا من عشاق الروايات ودايم اقرا
    لكن انقطعت بسبب انشغالي سنتين تقريبا ولا اعرف كتب جديده كثير
    كنت ادور كذا روايه اقراها بالطريق في السفر وشفت روايتك قلت اتصفحها اذا اعجبتني اقراها بالطريق
    اعجبتني وماحسيت الا وانا اخلص الروايه ;-(
    وجيت هنا ادور باقي كتاباتك
    حبيت كل كلمه عفويه سهله القرائه مناسبه لجميع الاعمار
    نهايه حلوه وقصه فيها رومانسيه على مغامره
    شكرا على كل دقيقه قضيتها مستمتعه بالقرائه في انتضار روايات اجمل وانتشار اكبر في المستقبل ان شاء الله (k)

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي ما تدرين قد ايش انا مبسوطة برأيك الله يسعدك مثل ما اسعدتيني و اكثر

      حذف
    2. آآآآآمين يارب (f)

      حذف